
العراق: ضابط عراقي سابق: "الولايات المتحدة لم تعثر على أسلحة دمار شامل.. لكنها زرعت أسلحتها على شكل أحزاب وحكام"
عبّر ضابط سابق في الجيش العراقي وعالم نووي عراقي عن آرائهما حول قضية أسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها الولايات المتحدة كذريعة لعزو العراق والتأثير الدائم الذي خلفه هذا الصراع، وذلك قبيل الذكرى الـ 20 للتدخل العسكري في العراق.
وقال جليل خلف شعيل المحمداوي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي: "لم تجد الولايات المتحدة أسلحة دمار شامل في العراق: "الأمريكيون لم يجدوا أسلحة التدمير الشامل، ولكنهم وضعوا تلك الأسلحة على شكل الأحزاب والحكام الذين حكموا العراق، والذين لم تكن تهمهم سوى مصالحهم الشخصية وقد دمروا العراق أكثر مما دمره المحتل."
واستندت "الحرب على الإرهاب" التي شنّها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على مزاعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وما يشكله ذلك من تهديدات. وكان مفتشون تابعون للأمم المتحدة قد زاروا العراق في العام السابق ولكنهم لم يعثروا إلى على القليل من تلك الأسلحة المزعومة.
من جهته أوضح العالم النووي حامد الباهلي، متحدثاً من منشأة التويثة السابقة للأبحاث النووية: "في عام 2002، أعلن رئيس فرق مفتشي الوكالة الدولية عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل."
وأضاف: "تم تدمير جميع المنشآت التي كانت مخصصة لهذا الغرض في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وتم تقديم وثيقة تفيد بأن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل."
وجرى تدمير كل ما عُثر عليه ومن بينها الصواريخ الفارغة. وقد قال رئيس فريق المفتشين هانس بليكس في وقتها إن المراوغات التي كان يقوم بها الرئيس السابق صدام حسين لها علاقة بالشرف العراقي لا غير، على حد تعبيره.
وكان للرئيس العراقي السابق تاريخ في تطوير الأسلحة الكيميائية التي استخدامها في ثمانينات القرن الماضي، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها صرّحوا أن تدمير هذه الأسلحة كان مجرد خدعة – على الرغم من ظهور تقارير في وقت لاحق تؤكد تدميرها أو عدم وجودها بالأصل.
وأضاف الباهلي: "بالنسبة للأسلحة النووية، فلا وجود لها على الإطلاق، والكلام عن هذا الأمر لا أساس له، بل ويحتوي على الكثير من المغالطات. فصناعة الأسلحة النووية هي قضية ليست بالسهلة وإنما في غاية الصعوبة وتحتاج إلى إمكانيات وقدرات وزمن طويل".
وقرر الرئيس بوش في شهر مارس/آذار 2003، غزو العراق بغض النظر عن التقارير الأخرى، وشن هجوماً مستخدماً الضربات الجوية والقوات البرية، ما أدى لتدمير البلاد.
وقال المحمداوي: "تم تحطيم وتدمير هذا البلد العريق بالآلة الأمريكية والغربية. وكما قال وزير الخارجية الأمريكية السابق جيمس بيكر، تم إعادة العراق إلى العصور الوسطى، وهذا تماماً ما قاله لوزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز: سوف نعيدكم إلى العصور الوسطى إذا استمريتم في عنادكم".
وخلال مقابلة أجراها في وقت سابق، أكد وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز ما قاله بيكر. ولم يؤكد الجانب الأمريكي تهديد بيكر مع أن عواقب التدخل العسكري كانت واضحة بشكل لا لبس فيه.
وتابع المحمداوي قائلا: "دُمرت المدن والجسور والمصانع ومحطات الطاقة الكهربائية، دُمّر كل شيء وتُركت بغداد وبقية المدن وكل احتياطات الدولة وأصبح العراق عاريا وبلدا مهلهلا ومُدمّرا لا سلطة فيه".
وبحلول شهر مايو/أيار من العام ذلته، أدلى الرئيس بوش بخطاب "انتهاء المهمة" بالرغم من بقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، وهذا ما زرع بذور المقاومة بحسب ما أفاد به المحمداوي: "لا زلت أتذكر جيداً عندما ظهر بوش على الملأ وهو يعلن انتصاره، كنت أعلم أن المهمة لم تنتهِ وأن هنالك مقاومة لأن الشعب العراقي شعب وطني وأبيّ وقادر على طرد أي مستعمر ومحتل من أراضيه."
وأدت التقارير الإعلامية الواردة بتعرض الأسرى العراقيين لشتى أنواع العذاب على يد القوات الأمريكية إلى زيادة الاستياء من وجود القوات الغازية.
وحول ذلك، قالت واشنطن إن عمليات التعذيب التي جرت في سجن أبو غريب الواقع غرب العاصمة بغداد كانت "حوادث فردية"، فيما أعلنت مجموعات حقوق الإنسان أنها كانت جزءاً من نمط محدد يتكرر في جميع أنحاء العالم.
وقال المحمداوي: "كانت فضيحة سجن أبو غريب الذي كان يسيطر عليه الأمريكيون فضيحة مدوية وألحقت الخزي والعار بالحضارة الأوروبية والأمريكية عندما يتصرفون مع الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب بهذا الشكل. كان هذا الموضوع مخزياً جداً للأمريكيين ولما يدعوه من الحرية والتعامل الإنساني"
ونظمّت الولايات المتحدة انتخابات في العراق عام 2005، ادعت وسائل إعلام غريبة أنها لاقت ترحيباً واسعاً من الكثيرين بعد تمسك صدام حسين في السلطة لأكثر من عقدين من الزمن.
ويرى الضابط السابق أن الانتخابات كانت بمثابة نسخة أمريكية من أسلحة الدمار الشامل. لويس هنالك ما يشير إلى تدخل الولايات المتحدة في النتائج على الرغم من أن عدة تقارير تسلط الضوء على ارتفاع كبير في مستوى العنف الطائفي الذي اندلع بين مختلف المجموعات في السنوات التي تلت تلك الانتخابات وذلك بسبب انعدام القيادة وتفشي الفساد.
وفيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، لم تجد الولايات المتحدة أي أثر لها في العراق، ولكن الباهلي أكد أن الأسلحة التي استخدمتها القوات الأمريكية أدت لآثار سلبية دائمة.
وأوضح العالم النووي: "بعض تلك الأسلحة هي أسلحة محرمة دولياً مثل اليورانيوم المنضب.. ما أدى إلى إصابة الكثيرين بأمراض مختلفة كالسرطان والتشوهات الخلقية وإجهاض الأجنّة وغيرها الكثير. كان القصف الشديد يتركز في البصرة وبغداد ومناطق أخرى وسبب آثارا هائلة."
واعترفت الولايات المتحدة باستخدام أسلحة اليورانيوم المُنضّب في العراق، ولكنها أنكرت أنها تشكل أي تهديد صحي على المواطنين، على الرغم من التقارير العلمية التي أكدت وجودة ارتفاع كبير في حالات التشوهات الخلفية والإصابة بالسرطان.
وفي التاسع عشر من شهر مارس/ آذار عام 2003، بدأت واشنطن وقوات التحالف عملية عسكرية في العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل، ليغرق العراق في حمام من الدماء والفوضى ما أسفر عن موت أكثر من 200,000 مدني بحسب مشروع إحصاء الجثث في العراق، بالرغم من وجود تقديرات أخرى تقول إن أعداد القتلى ربما أقل أو أكثر من ذلك.
وسبق ذلك سلسلة من التطورات دفعت الولايات المتحدة لنشر قواتها على امتداد العراق. وفي 28 يناير/ كانون الثاني، توجه الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بخطاب للشعب الأمريكي أعلن فيه أن الحملة العسكرية الأمريكية للإطاحة بالرئيس صدام حسين كانت مجرد مسألة وقت.
وانسحبت القوات الأمريكية رسمياً من العراق في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 مع بقاء الآلاف من جنودها في البلاد بموجب العمليات الأمنية أو بصفة متعاقدين عسكريين بشكل خاص. وتسبب التدخل العسكرية الأمريكي بأعمال عنف واسعة واقترن بظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

عبّر ضابط سابق في الجيش العراقي وعالم نووي عراقي عن آرائهما حول قضية أسلحة الدمار الشامل التي استخدمتها الولايات المتحدة كذريعة لعزو العراق والتأثير الدائم الذي خلفه هذا الصراع، وذلك قبيل الذكرى الـ 20 للتدخل العسكري في العراق.
وقال جليل خلف شعيل المحمداوي، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي: "لم تجد الولايات المتحدة أسلحة دمار شامل في العراق: "الأمريكيون لم يجدوا أسلحة التدمير الشامل، ولكنهم وضعوا تلك الأسلحة على شكل الأحزاب والحكام الذين حكموا العراق، والذين لم تكن تهمهم سوى مصالحهم الشخصية وقد دمروا العراق أكثر مما دمره المحتل."
واستندت "الحرب على الإرهاب" التي شنّها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على مزاعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل وما يشكله ذلك من تهديدات. وكان مفتشون تابعون للأمم المتحدة قد زاروا العراق في العام السابق ولكنهم لم يعثروا إلى على القليل من تلك الأسلحة المزعومة.
من جهته أوضح العالم النووي حامد الباهلي، متحدثاً من منشأة التويثة السابقة للأبحاث النووية: "في عام 2002، أعلن رئيس فرق مفتشي الوكالة الدولية عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل."
وأضاف: "تم تدمير جميع المنشآت التي كانت مخصصة لهذا الغرض في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. وتم تقديم وثيقة تفيد بأن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل."
وجرى تدمير كل ما عُثر عليه ومن بينها الصواريخ الفارغة. وقد قال رئيس فريق المفتشين هانس بليكس في وقتها إن المراوغات التي كان يقوم بها الرئيس السابق صدام حسين لها علاقة بالشرف العراقي لا غير، على حد تعبيره.
وكان للرئيس العراقي السابق تاريخ في تطوير الأسلحة الكيميائية التي استخدامها في ثمانينات القرن الماضي، إلا أن الولايات المتحدة وحلفائها صرّحوا أن تدمير هذه الأسلحة كان مجرد خدعة – على الرغم من ظهور تقارير في وقت لاحق تؤكد تدميرها أو عدم وجودها بالأصل.
وأضاف الباهلي: "بالنسبة للأسلحة النووية، فلا وجود لها على الإطلاق، والكلام عن هذا الأمر لا أساس له، بل ويحتوي على الكثير من المغالطات. فصناعة الأسلحة النووية هي قضية ليست بالسهلة وإنما في غاية الصعوبة وتحتاج إلى إمكانيات وقدرات وزمن طويل".
وقرر الرئيس بوش في شهر مارس/آذار 2003، غزو العراق بغض النظر عن التقارير الأخرى، وشن هجوماً مستخدماً الضربات الجوية والقوات البرية، ما أدى لتدمير البلاد.
وقال المحمداوي: "تم تحطيم وتدمير هذا البلد العريق بالآلة الأمريكية والغربية. وكما قال وزير الخارجية الأمريكية السابق جيمس بيكر، تم إعادة العراق إلى العصور الوسطى، وهذا تماماً ما قاله لوزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز: سوف نعيدكم إلى العصور الوسطى إذا استمريتم في عنادكم".
وخلال مقابلة أجراها في وقت سابق، أكد وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز ما قاله بيكر. ولم يؤكد الجانب الأمريكي تهديد بيكر مع أن عواقب التدخل العسكري كانت واضحة بشكل لا لبس فيه.
وتابع المحمداوي قائلا: "دُمرت المدن والجسور والمصانع ومحطات الطاقة الكهربائية، دُمّر كل شيء وتُركت بغداد وبقية المدن وكل احتياطات الدولة وأصبح العراق عاريا وبلدا مهلهلا ومُدمّرا لا سلطة فيه".
وبحلول شهر مايو/أيار من العام ذلته، أدلى الرئيس بوش بخطاب "انتهاء المهمة" بالرغم من بقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، وهذا ما زرع بذور المقاومة بحسب ما أفاد به المحمداوي: "لا زلت أتذكر جيداً عندما ظهر بوش على الملأ وهو يعلن انتصاره، كنت أعلم أن المهمة لم تنتهِ وأن هنالك مقاومة لأن الشعب العراقي شعب وطني وأبيّ وقادر على طرد أي مستعمر ومحتل من أراضيه."
وأدت التقارير الإعلامية الواردة بتعرض الأسرى العراقيين لشتى أنواع العذاب على يد القوات الأمريكية إلى زيادة الاستياء من وجود القوات الغازية.
وحول ذلك، قالت واشنطن إن عمليات التعذيب التي جرت في سجن أبو غريب الواقع غرب العاصمة بغداد كانت "حوادث فردية"، فيما أعلنت مجموعات حقوق الإنسان أنها كانت جزءاً من نمط محدد يتكرر في جميع أنحاء العالم.
وقال المحمداوي: "كانت فضيحة سجن أبو غريب الذي كان يسيطر عليه الأمريكيون فضيحة مدوية وألحقت الخزي والعار بالحضارة الأوروبية والأمريكية عندما يتصرفون مع الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب بهذا الشكل. كان هذا الموضوع مخزياً جداً للأمريكيين ولما يدعوه من الحرية والتعامل الإنساني"
ونظمّت الولايات المتحدة انتخابات في العراق عام 2005، ادعت وسائل إعلام غريبة أنها لاقت ترحيباً واسعاً من الكثيرين بعد تمسك صدام حسين في السلطة لأكثر من عقدين من الزمن.
ويرى الضابط السابق أن الانتخابات كانت بمثابة نسخة أمريكية من أسلحة الدمار الشامل. لويس هنالك ما يشير إلى تدخل الولايات المتحدة في النتائج على الرغم من أن عدة تقارير تسلط الضوء على ارتفاع كبير في مستوى العنف الطائفي الذي اندلع بين مختلف المجموعات في السنوات التي تلت تلك الانتخابات وذلك بسبب انعدام القيادة وتفشي الفساد.
وفيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، لم تجد الولايات المتحدة أي أثر لها في العراق، ولكن الباهلي أكد أن الأسلحة التي استخدمتها القوات الأمريكية أدت لآثار سلبية دائمة.
وأوضح العالم النووي: "بعض تلك الأسلحة هي أسلحة محرمة دولياً مثل اليورانيوم المنضب.. ما أدى إلى إصابة الكثيرين بأمراض مختلفة كالسرطان والتشوهات الخلقية وإجهاض الأجنّة وغيرها الكثير. كان القصف الشديد يتركز في البصرة وبغداد ومناطق أخرى وسبب آثارا هائلة."
واعترفت الولايات المتحدة باستخدام أسلحة اليورانيوم المُنضّب في العراق، ولكنها أنكرت أنها تشكل أي تهديد صحي على المواطنين، على الرغم من التقارير العلمية التي أكدت وجودة ارتفاع كبير في حالات التشوهات الخلفية والإصابة بالسرطان.
وفي التاسع عشر من شهر مارس/ آذار عام 2003، بدأت واشنطن وقوات التحالف عملية عسكرية في العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل، ليغرق العراق في حمام من الدماء والفوضى ما أسفر عن موت أكثر من 200,000 مدني بحسب مشروع إحصاء الجثث في العراق، بالرغم من وجود تقديرات أخرى تقول إن أعداد القتلى ربما أقل أو أكثر من ذلك.
وسبق ذلك سلسلة من التطورات دفعت الولايات المتحدة لنشر قواتها على امتداد العراق. وفي 28 يناير/ كانون الثاني، توجه الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بخطاب للشعب الأمريكي أعلن فيه أن الحملة العسكرية الأمريكية للإطاحة بالرئيس صدام حسين كانت مجرد مسألة وقت.
وانسحبت القوات الأمريكية رسمياً من العراق في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 مع بقاء الآلاف من جنودها في البلاد بموجب العمليات الأمنية أو بصفة متعاقدين عسكريين بشكل خاص. وتسبب التدخل العسكرية الأمريكي بأعمال عنف واسعة واقترن بظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).