This website uses cookies. Some are necessary to help our website work properly and can't be switched off, and some are optional but can optimise your browsing experience. To manage your cookie choices, click on Open settings.
العراق: "الفلوجة لا تزال تدفع الثمن".. الأهالي والنشطاء يحملون استخدام الولايات المتحدة للفوسفور الأبيض خلال الغزو سبب ظهور "العيوب الخلقية والأمراض"٠٠:١٥:٣٢

العراق: "الفلوجة لا تزال تدفع الثمن".. الأهالي والنشطاء يحملون استخدام الولايات المتحدة للفوسفور الأبيض خلال الغزو سبب ظهور "العيوب الخلقية والأمراض"

العراق, الفلوجة
مارس ١٧, ٢٠٢٣ في ١٤:٠٦ GMT +00:00 · تم النشر

استذكر أهالي الفلوجة والناشطون الهجوم على مدينتهم بقيادة الولايات المتحدة حيث قدموا بعض الادعاءات الصادمة حول تأثير استخدام الفوسفور الأبيض على وجه الخصوص، كما يظهر في المقطع المصور قبيل حلول الذكرى العشرين للتدخل العسكري.

وقال القائد الشيخ ظافر العبيدي: "الأسلحة الموجودة كانت أسلحة متوسطة وخفيفة، وللأسف الشديد القوات الأمريكية استخدمت الفوسفور الأبيض، واستخدمت الأسلحة المحرمة دوليا"، مضيفا "فتحتُ ملعب كرة قدم المدينة وكان مقبرة لشهداء الفلوجة لأن الأعداد كانت هائلة".

ومن المعروف أن المادة الكيميائية، ذات البنية الشمعية والرائحة الشبيهة برائحة الثوم ، تحدث حروقا بليغة واختلالا بالأعضاء وقد تفضي إلى الموت. ولم يتم توثيق التأثيرات طويلة المدى بشكل جيد، رغم ظهور تقارير روائية غير موثقة على مدار السنوات التالية تحدث فيها الأهالي عن العيوب الخلقية وأمراض أخرى ألمّت بهم.

وأقر البنتاغون في عام 2005 باستخدام "السلاح الحارق" المتمثل بالفوسفور الأبيض في المدينة في عام 2004. وعادة ما يُستعان بالمادة الكيميائية في الحرب لخلق ستائر دخانية وتعليم الأهداف، فيما قدمت التقارير الأمريكية عرضا مفصلا لعملية "رجها ثم افتحها" المعتمدة لإبعاد المقاومين.

وروى بشير حامد ما جرى له آنذاك حيث كان في الحديقة برفقة زوجته رجاء، عندما شاهدوا وميض القنابل تنهمر عليهم.

وقال حامد: "بعدها بدقائق لاحظنا ضوء هائلا ووميضا"، مضيفا "ذهبنا إلى مكان سقوط القذائف، لم يكن هناك شظايا مجرد عصف وهذا دليل على أنها ليست بالقذائف العادية".

بدورها قالت رجاء: "صار هناك دخان ورائحة"، ومع مضي الأيام استقبل الزوجان مولودهما الأول، الذي ولد بعيوب خلقية.

ومضى بشير بالقول: "بعد هذا القصف والانفجار نزحنا خارج الفلوجة، صارت تهجير وشاءت الأقدار أن تحمل زوجتي، وكما تدري الإنسان يفرح بالحمل، بعد ذلك حدثت الولادة، وجاء طفل مشوه، هذا أول طفل لي".

ورُزق بشير وزوجته رجاء بطفلين آخرين يعانيان أيضا من عيوب خلقية.

وقالت رجاء: "سافرنا إلى الأردن وقال لنا دكتور أردني هذا أثر الفوسفور الذي ضربه الأمريكيون على الفلوجة وقد جاءتني حالات نفس حالتكم".

إلى ذلك أكد الصحفي كمال عياش الحائز على جائزة سمير قصير لحرية الصحافة، لتحقيقه الخاص في الفوسفور الأبيض، سماعه بمثل هذه السرديات.

وقال عياش: "بعض أطباء الفلوجة، ولا أقدر أن أحدد الأسماء لأنهم يتعرضون للمساءلة، اكتشفوا في عام 2009 واكتشفوا تحديدا في مستشفى الفلوجة للأمراض النسائية والأطفال أن هناك زيادة ملحوظة بالتشوهات الخلقية. النذير الذي كان، أنه في يوم واحد تم ولادة أكثر من 33 طفلا مشوها، مما دفع القائمين على مستشفى الأمراض النسائية والأطفال للاهتمام بهذا الملف وبدأوا يسجلون الحالات التي تتكرر خلال وردياتهم الأسبوعية. ورصدوا أكثر من 337 حالة خلال عام 2011، وخلال عام 2012 كانت الحالات أكثر ووصلت إلى حد 400 وأيضا في عام 2013 كانت الحالات أكثر".

وفي السياق، ألقى المواطن محمد جاسم محمد باللائمة على المادة الكيميائية التي تسببت بمرض والده.

وقال: "السبب في أن مدينة الفلوجة عانت من حروب كثيرة من عام 2005 وحتى عام 2013، كانت تعتبر منطقة منكوبة ومنطقة حروب وهذا المربع الذي نقيم فيه ليست بأول وآخر حالة. فالأمريكيون قصفوها بالفوسفور وبراميل لا أعرف (ما داخلها)، لكن سجلت حالات كثيرة من قصف وانفجارات".

ولم يتوصل المجمع العلمي إلى دليل دامغ يربط العيوب الخلقية وأمراض السرطان باستخدام الفوسفور الأبيض رغم صدور تقرير عام 2010 خلص إلى أدلة غير مؤكدة حول ارتفاع كبير بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية في الفلوجة.

وزعم الصحفي إياد حسين قائلا: "ضربت مدينة الفلوجة بالفوسفور. نحن إلى الآن منذ عام 2003 وحتى 2023 نعاني من تشوهات خلقية وأمراض بسبب الفوسفور واليورانيوم الذي قامت قوات الاحتلال برميه على مدينة الفلوجة"، ولا تزل مدينة الفلوجة تدفع الثمن إلى الآن ومشفاها العام يستضيف حتى اللحظة حالات تعاني من عيوب خلقية وأمراض سرطان.

وفي الواقع قصفت الولايات المتحدة العراق باليورانيوم المنضب، بحسب ما تضمن في تقرير منظمة باكس الهولندية للسلام، على الرغم من نفيها أنها تشكل خطرًا على الصحة، ومن الادعاءات المماثلة التي تم تقديمها حول العيوب الخلقية ومعدلات الإصابة بالسرطان.

ولا تحظر اتفاقية الأسلحة الكيماوية استخدام الفوسفور الأبيض لكنها تقضي بمنع استخدامه ضد الأهداف المدنية، إلا أن الولايات المتحدة واظبت على استخدام تلك المادة الكيميائية في أفغانستان في عام 2009.

ووقعت معركة الفلوجة الثانية عام 2004 على مدار ستة أسابيع واتصفت بأنها الأكثر دموية خلال مجرى الحرب حيث تشير التقديرات إلى مصرع أكثر من مائة جندي من قوات التحالف ونحو 2000 مقاوم عراقي، فضلا عن مئات المدنيين.

وفي التاسع عشر من شهر مارس/ آذار عام 2003، بدأت واشنطن وقوات التحالف عملية عسكرية في العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل، ليغرق العراق في حمام من الدماء والفوضى ما أسفر عن موت أكثر من 200,000 مدني بحسب مشروع إحصاء الجثث في العراق، بالرغم من وجود تقديرات أخرى تقول إن أعداد القتلى ربما أقل أو أكثر من ذلك.

وسبق ذلك سلسلة من التطورات دفعت الولايات المتحدة لنشر قواتها على امتداد العراق. وفي 28 يناير/ كانون الثاني، توجه الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بخطاب للشعب الأمريكي أعلن فيه أن الحملة العسكرية الأمريكية للإطاحة بالرئيس صدام حسين كانت مجرد مسألة وقت.

وانسحبت القوات الأمريكية رسمياً من العراق في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 مع بقاء الآلاف من جنودها في البلاد بموجب العمليات الأمنية أو بصفة متعاقدين عسكريين بشكل خاص. وتسبب التدخل العسكرية الأمريكي بأعمال عنف واسعة واقترن بظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

العراق: "الفلوجة لا تزال تدفع الثمن".. الأهالي والنشطاء يحملون استخدام الولايات المتحدة للفوسفور الأبيض خلال الغزو سبب ظهور "العيوب الخلقية والأمراض"٠٠:١٥:٣٢
الأكثر مشاهدةView all videos
الفيديوهات الأكثر تحميلا في آخر 24 ساعة
عرض المزيد
النص

استذكر أهالي الفلوجة والناشطون الهجوم على مدينتهم بقيادة الولايات المتحدة حيث قدموا بعض الادعاءات الصادمة حول تأثير استخدام الفوسفور الأبيض على وجه الخصوص، كما يظهر في المقطع المصور قبيل حلول الذكرى العشرين للتدخل العسكري.

وقال القائد الشيخ ظافر العبيدي: "الأسلحة الموجودة كانت أسلحة متوسطة وخفيفة، وللأسف الشديد القوات الأمريكية استخدمت الفوسفور الأبيض، واستخدمت الأسلحة المحرمة دوليا"، مضيفا "فتحتُ ملعب كرة قدم المدينة وكان مقبرة لشهداء الفلوجة لأن الأعداد كانت هائلة".

ومن المعروف أن المادة الكيميائية، ذات البنية الشمعية والرائحة الشبيهة برائحة الثوم ، تحدث حروقا بليغة واختلالا بالأعضاء وقد تفضي إلى الموت. ولم يتم توثيق التأثيرات طويلة المدى بشكل جيد، رغم ظهور تقارير روائية غير موثقة على مدار السنوات التالية تحدث فيها الأهالي عن العيوب الخلقية وأمراض أخرى ألمّت بهم.

وأقر البنتاغون في عام 2005 باستخدام "السلاح الحارق" المتمثل بالفوسفور الأبيض في المدينة في عام 2004. وعادة ما يُستعان بالمادة الكيميائية في الحرب لخلق ستائر دخانية وتعليم الأهداف، فيما قدمت التقارير الأمريكية عرضا مفصلا لعملية "رجها ثم افتحها" المعتمدة لإبعاد المقاومين.

وروى بشير حامد ما جرى له آنذاك حيث كان في الحديقة برفقة زوجته رجاء، عندما شاهدوا وميض القنابل تنهمر عليهم.

وقال حامد: "بعدها بدقائق لاحظنا ضوء هائلا ووميضا"، مضيفا "ذهبنا إلى مكان سقوط القذائف، لم يكن هناك شظايا مجرد عصف وهذا دليل على أنها ليست بالقذائف العادية".

بدورها قالت رجاء: "صار هناك دخان ورائحة"، ومع مضي الأيام استقبل الزوجان مولودهما الأول، الذي ولد بعيوب خلقية.

ومضى بشير بالقول: "بعد هذا القصف والانفجار نزحنا خارج الفلوجة، صارت تهجير وشاءت الأقدار أن تحمل زوجتي، وكما تدري الإنسان يفرح بالحمل، بعد ذلك حدثت الولادة، وجاء طفل مشوه، هذا أول طفل لي".

ورُزق بشير وزوجته رجاء بطفلين آخرين يعانيان أيضا من عيوب خلقية.

وقالت رجاء: "سافرنا إلى الأردن وقال لنا دكتور أردني هذا أثر الفوسفور الذي ضربه الأمريكيون على الفلوجة وقد جاءتني حالات نفس حالتكم".

إلى ذلك أكد الصحفي كمال عياش الحائز على جائزة سمير قصير لحرية الصحافة، لتحقيقه الخاص في الفوسفور الأبيض، سماعه بمثل هذه السرديات.

وقال عياش: "بعض أطباء الفلوجة، ولا أقدر أن أحدد الأسماء لأنهم يتعرضون للمساءلة، اكتشفوا في عام 2009 واكتشفوا تحديدا في مستشفى الفلوجة للأمراض النسائية والأطفال أن هناك زيادة ملحوظة بالتشوهات الخلقية. النذير الذي كان، أنه في يوم واحد تم ولادة أكثر من 33 طفلا مشوها، مما دفع القائمين على مستشفى الأمراض النسائية والأطفال للاهتمام بهذا الملف وبدأوا يسجلون الحالات التي تتكرر خلال وردياتهم الأسبوعية. ورصدوا أكثر من 337 حالة خلال عام 2011، وخلال عام 2012 كانت الحالات أكثر ووصلت إلى حد 400 وأيضا في عام 2013 كانت الحالات أكثر".

وفي السياق، ألقى المواطن محمد جاسم محمد باللائمة على المادة الكيميائية التي تسببت بمرض والده.

وقال: "السبب في أن مدينة الفلوجة عانت من حروب كثيرة من عام 2005 وحتى عام 2013، كانت تعتبر منطقة منكوبة ومنطقة حروب وهذا المربع الذي نقيم فيه ليست بأول وآخر حالة. فالأمريكيون قصفوها بالفوسفور وبراميل لا أعرف (ما داخلها)، لكن سجلت حالات كثيرة من قصف وانفجارات".

ولم يتوصل المجمع العلمي إلى دليل دامغ يربط العيوب الخلقية وأمراض السرطان باستخدام الفوسفور الأبيض رغم صدور تقرير عام 2010 خلص إلى أدلة غير مؤكدة حول ارتفاع كبير بأمراض السرطان والتشوهات الخلقية في الفلوجة.

وزعم الصحفي إياد حسين قائلا: "ضربت مدينة الفلوجة بالفوسفور. نحن إلى الآن منذ عام 2003 وحتى 2023 نعاني من تشوهات خلقية وأمراض بسبب الفوسفور واليورانيوم الذي قامت قوات الاحتلال برميه على مدينة الفلوجة"، ولا تزل مدينة الفلوجة تدفع الثمن إلى الآن ومشفاها العام يستضيف حتى اللحظة حالات تعاني من عيوب خلقية وأمراض سرطان.

وفي الواقع قصفت الولايات المتحدة العراق باليورانيوم المنضب، بحسب ما تضمن في تقرير منظمة باكس الهولندية للسلام، على الرغم من نفيها أنها تشكل خطرًا على الصحة، ومن الادعاءات المماثلة التي تم تقديمها حول العيوب الخلقية ومعدلات الإصابة بالسرطان.

ولا تحظر اتفاقية الأسلحة الكيماوية استخدام الفوسفور الأبيض لكنها تقضي بمنع استخدامه ضد الأهداف المدنية، إلا أن الولايات المتحدة واظبت على استخدام تلك المادة الكيميائية في أفغانستان في عام 2009.

ووقعت معركة الفلوجة الثانية عام 2004 على مدار ستة أسابيع واتصفت بأنها الأكثر دموية خلال مجرى الحرب حيث تشير التقديرات إلى مصرع أكثر من مائة جندي من قوات التحالف ونحو 2000 مقاوم عراقي، فضلا عن مئات المدنيين.

وفي التاسع عشر من شهر مارس/ آذار عام 2003، بدأت واشنطن وقوات التحالف عملية عسكرية في العراق للإطاحة بالرئيس صدام حسين تحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل، ليغرق العراق في حمام من الدماء والفوضى ما أسفر عن موت أكثر من 200,000 مدني بحسب مشروع إحصاء الجثث في العراق، بالرغم من وجود تقديرات أخرى تقول إن أعداد القتلى ربما أقل أو أكثر من ذلك.

وسبق ذلك سلسلة من التطورات دفعت الولايات المتحدة لنشر قواتها على امتداد العراق. وفي 28 يناير/ كانون الثاني، توجه الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بخطاب للشعب الأمريكي أعلن فيه أن الحملة العسكرية الأمريكية للإطاحة بالرئيس صدام حسين كانت مجرد مسألة وقت.

وانسحبت القوات الأمريكية رسمياً من العراق في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2011 مع بقاء الآلاف من جنودها في البلاد بموجب العمليات الأمنية أو بصفة متعاقدين عسكريين بشكل خاص. وتسبب التدخل العسكرية الأمريكي بأعمال عنف واسعة واقترن بظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).